يحي علي ياغي الفنّان التّشكيلي
البعلبكي
بقلم: حسين أحمد سليم
إنّه يحي علي ياغي، الفنّان
التّشكيلي الرّاحل، إبن مدينة الشّمس بعلبك، إبن ترتبتها المنيعة و الصّلبة. و إبن
مجتمعها البقاعي... إلتحق بكلّيّة الفنون الجميلة في العام 1963 للميلاد و نال
منها دبلوما في الرّسم... و درّس الرّسم في مدارسها الرّسميّة و الخاصّة لحقب
زمنيّة، عاش سعيدا ضمن حدود مدينة الشّمس، بحيّ الرّيش في بعلبك، سيّدة البقاع
اللبناني...
كان الفنّان التّشكيلي يحي علي
ياغي، يعمل في مرسمه بمزله البعلبكي، بصمت في الرّسم و التّشكيل و الحفر و النّحت،
مع أدواته... و تأثّر و أحبّ "نيتشه" و كتابه عن "زرادشت"
لأنّه كان يمنحه قوّة داخليّة، كما كان إعتقاده... قدم من بلدته بعلبك، إلى مدينة
بيروت، و في يده كتاب عن "زرادشت" الإنسان السّوبّرمان...
تناول الفنّان التّشكيلي يحي علي
ياغي في تشكيل لوحاته الفنّيّة و التّشكيليّة, موضوع الفلكلور البعلبكي و البقاعي
و اللبناني بحب و عشق... غارفا من معين طقوسه و موسقات ترانيمه الشّعبيّة... و كان
مبدعا مميّزا في نتاجاته الفنّيّة، فنال و حصد عدّة شهادات تقديريّو، و حصل على
عدّة ميداليات من أوروبّا و خاصّة من باريس...
عرض أعماله في مدينة الشّمس، أثناء
مهرجانات بعلبك الدّوليّة، فلاقت لوحاته المعروضة، صدى من الأجنبيّ الزّائر، و
المتلهّف إلى معرفة شيء عن الفنّ التّشكيلي البعلبكي و اللبناني...
أقام معرض "لبنان و القمر"
في فندق الكارلتون ببيروت، برعاية الدّكتور رفيق شاهين وزير الشّؤون الإجتماعيّة،
ضمّ عددا من اللوحات الجديدة ذات المواضيع المبتكرة... و كان خطوة جديدة ذات أثر
في عالم الفنّان ياغي المميّز... و هذا المعرض بلوحاته المبتكرة، ألهب حماس الشّاعر
سعيد عقل يومها، مُعربا عن إعجابه بالفنّان التّشكيلي يحي علي ياغي، و أفكار
إبتكاراته و سبكها بالقالب الفنّي التّشكيلي، لتعكس وجه لبنان الحضاري...
و المعرض الثّالث للفنّان
التّشكيلي يحي علي ياغي، ضمّ لوحات تستوحي في غالبيّتها، الزّخرفة الشّرقيّة التي
تعود إلى العهد الأموي، ثمّ الحضارة الفارسيّة، و بلغ عددها 110 لوحات تشكيليّة،
تعتمد التّلوين المائي و الحفر...
و أقام الفنّان ياغي معرضا له في
فندق الكارلتون بمدينة بيروت، برعاية نقابتيّ الصّحافة و المحرّرين، بتاريخ الخامس
عشر من آذار للعام 1967 للميلاد... إفتتحه نقيب المحرّرين الأستاذ ملحم كرم، و ضمّ
المعرض 35 لوحة من أجمل اللوحات التي رسمها الفنّان ياغي، تعكس بوضوح إتّجاهه
الفنّي... و قد زارت المعرض الفّنانة المصريّة، الممثّلة سعاد حسني، و أعجبت
بأعمال الفنّان ياغي، و طلبت منه زيارتها بالقاهرة، و أسنت على لوحة "حنان
الأمّ" في المعرض، للفنّان ياغي...
و أقامت ندوة الخميس بشخص رئيسها
الرّاحل الأستاذ علي شرف، معرضا للفنّان التّشكيلي البعلبكي يحي علي ياغي، في قاعة
المدرسة اللبنانيّة في بعلبك، بتاريخ يوم الأحد الواقع في الرابع و العشرين من شهر
آب للعام 1969 للميلاد، و قد زار المعرض الفنّان رفيق شرف...
و أقام الفنّان التّشكيلي يحي علي
ياغي معرضا له بتاريخ الأربعاء الواقع في الخامس من نيسان للعام 1972 للميلاد، و هو
المعرض التّاسع، تحت عنوان "حوّاء و العامل الإجتماعي" ضمّ 34 لوحة في
نادي الحركة الإجتماعيّة في بعلبك، عالج فيه الفنّان ياغي، مشكلة المرأة الشّرقيّة
و ما تعانيه في الأجواء التي تعيش فيها...
و أشرف الفنّان ياغي و مُدرّس
الرّسم في مدرسة النّهضة بالشّويفات لصاحبها زياد ذبيان، بضاحية بيروت الجنوبيّة، على
معرض شامل شارك فيه طلبة المدرسة برسوماتهم...
هذا و أفرِد جناحا خاصّا للفنّان
التّشكيلي يحي علي ياغي، في مركز الحركة الإجتماعيّة في بعلبك، عرض فيه الفنّان
ياغي نماذجا من أعماله الفنّيّة التّشكيليّة في النّحت و الحفر و الزّجاج و اللون
الشّرقي من إيحاءات البيئة البقاعيّة البعلبكيّة...
و بإشراف الفنّان التّشكيلي يحي
علي ياغي، أقيم معرضا فنّيّا تشكيليّا، بدار المعلّمين و المعلّمات في بعلبك،
برعاية الدّكتور جورج المرّ، رئيس المركز التّربوي للبحوث و الإنماء, بحضور مدير
الدّار السّيّد صالح الزّين...
و أهمّ المعارض التي شارك فيها
الفنّان يحي علي ياغي، معرض الإسكندريّة الذي رعاه الرّئيس الرّاحل جمال عبد
النّاصر، و معرض فيينّا في النّمسا في العام 1968 للميلاد و معرض ألمانيا
الغربيّة...
إعتبر الفنّان التّشكيلي يحي علي
ياغي أنّ هناك مؤامرة على الفنّ الذي يُعبّر عن المشاعر الوطنيّة و التّراث من قبل
الأصابع الأجنبيّة المحلّيّة و المستوردة...
و لتحقيق المستوى المطلوب للفنّ،
و لرفع قدرة الفنّان على الخلق و الإبداع، كان يُطالب الفنّان التّشكيلي يحي علي
ياغي، بتأمين الضّمان الصّحّي و الضّمان الإجتماعي للفنّان التّشكيلي...
و كي لا يبقى الفنّان ضحيّة لأشباح
العوز و الفاقة، فيضطّرّ إلى أن ينزل في سوق الإستهلاك على حساب فنّه و قيمه و
إبداعه، رأى ياغي أنّه يجب إقامة معارض سنويّة في المكاتب السّياحيّة في أوروبّا،
و تشجيع التّبادل الفنّي بين البلدان العربيّة و لبنان...
إلى هذا، ففي معرضه الأوّل بفندق
الكارلتون إجتاز الفنّان يحي علي ياغي المدارس الفنّيّة قفزا من أوّل تاريخ الفنّ،
إلى مدرسة التّجريد...
و لوحات الفنّان التّشكيلي يحي
علي ياغي بمعرضه الأوّل بفندق الكارلتون في مدينة بيروت، إشتركت بدم واحد في
الهيكل العام، رغم إختلاف أشكالها، و جُمِعت بروح واحدة تهيمن على جميع اللوحات...
نذكر من لوحات الفنّان التّشكيلي
البعلبكي يحي علي ياغي: أمّ ترضع طفلها، فتاة تحمل في يدها زهرة بيضاء، الطّفولة،
فتاة من بعلبك، تجريد، العائلة، الألم و الحرّيّة، حنان الأمّ، شرقيّة، بعلبكيّة،
عازفة الرّبابة، عاريات جوبّيتير، صمود...
و الفنّان التّشكيلي يحي علي
ياغي، كان يهتمّ ببعض لوحاته بتفاصيل الواقع نسبيّا، و يتصرّف برؤية الواقع كما
يُحسّه لا كما يراه... و كان يهتمّ بتحليل الأشياء المرئيّة، و يشغله التّشكيل
عمّا عداه... فكانت لوحات الفنّان التّشكيلي يحي علي ياغي في بعضها محمومة، و في
بعضها عبارة عن خطوط سوداء متداخلة، تعطي إنطباعا عن شيء في الخافيات، في محاكاة
للتّجريد... و كان الفنّان التّشكيلي ياغي يعيش حالات القلق و الخصوبة في آن واحد،
بقدر ما كان يعيش الخطر و الخوف...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق